نص الاستشارة:
فضيلة الشيخ أنا سيدة من دولة خليجية قبل سنوات التقيت بشاب عربي من إحدى الدول العربية، وحصل تفاهم بيني وبينه على الزواج وكنت إذ ذاك مطلقة ولي أربعة أطفال أخذهم والدهم مني بعد طلاقي مباشرة... تقدم الشاب لأهلي وحصل الاتفاق وتم الزواج وكان فارق السن بيني وبينه واضحا بشكل محرج... كنت أكبر منه بخمسة عشر عاما... كان المتبادر للذهن أنه طامع في المال.. ولكن بعد زواجنا تبين أنه شهم بدرجة لم يأت الزمان بمثلها.. أحببته كثيرا وكنت أشتاق إليه عند فقده ولو لساعات العمل.. أنجبت منه طفلين.. ثم بلغت سن اليأس... والآن لنا ست سنوات لم ننجب ولم تحدث أي بوادر للحمل وهو يحب أن يكون له مزيد من الأبناء... وقد طلب مني أن يتزوج بأخرى لم أرفض له طلبا في حياتي، ولكنني أشعر بأنني سأموت كمدا لو تزوج من أخرى... أشر علي ماذا أصنع؟
الرد:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فليس عيبا أن تحرص المرأة على زوجها وتكره أن تشاركها فيه أخرى.. ومع ذلك فإن المرأة العاقلة تنظر للأمور بعين العقل والإنصاف والرجل لم يأت منكرا من القول وإنما طالب بحقه الشرعي الذي أحله الله له، والذي ينبغي للمرأة العاقلة أن تتفهمه وتدرك حاجة الرجل إليه.
وكون الرجل بذلك الخلق الفاضل يجعلنا في مأمن من احتمال حصول ظلم أو حيف قد يعكر عليك حياتك.. وأن ترضي بالتعدد أسهل من الرضى بالفراق الكلي مع والد أبنائك.
ولعلنا ندون لك بعض النصائح لعل الله ينفعك بها:
عليك بتقوى الله عز وجل واشكريه على نعمه العظيمة التي حباك بها زمنا طويلا بلطفه ومنه وجوده وكرمه.
العاقل من يستطيع الموازنة السليمة بين المصالح والمفاسد، وقد أجمع العقلاء على أن المرأة يحسن بها أن تظل في عصمة زوج صالح يخاف الله ويرعاها ويعينها على الثبات في عصر الفتن، ثم إن تشتت الأبناء ليس بالأمر الهين حتى ولو فرضنا أنهم سيبقون معك فإنهم سيحرمون من تربية والدهم ورعايته وأمور أخرى كثيرة لا يسد مسد الأب فيها أحد.
أن تتقبلي الأمر بصدر رحب وعن رضى خير من القبول بالأمر الواقع ففي الحالة الأولى أنت المحسنة والحريصة على لم شمل زوجك وفي الثانية أنت منكسرة أمام ضغوط الواقع وشتانا بين الأمرين.
كثير من الزميلات والجارات والمعارف لا يريدون للمرأة أن ترضى لزوجها بقبول زوجة أخرى مظهرات النصح والشفقة مبطنات العمل على عدم فتح الباب أمام الرجال للتفكير بنفس الأسلوب.
كون زوجك أصغر منك سنا ليس أمرا مشكلا فهذه أمنا خديجة بنت خويلد تزوجها سيد الخلق وهي أكبر منه بخمس وعشرين سنة... والمعول في مثل هذه الأمور إنما هو على التفاهم وحسن المعاشرة، فلا ينبغي أن تجعلي ذلك ذريعة لطلب الفراق بعد تلك العشرة الطيبة.
عليك بالاشتغال بالأمور النافعة في أوقات الفراغ فإن ذلك مما يخفف عليك فراق زوجك لبعض الوقت، وفكري في أمرك بمعزل عما يقوله الناس واجعلي الشرع هو المقياس في شأنك كله، واستعيني بالله وتوكلي عليه.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
المصدر: موقع رسالة المرأة.